استراحة – ليس بأمانيكم
كيف تكون التمنيات ثورية
أرى أننا لم نعد نملك من ثورتنا سوى تعداد “السنوات العجاف” ونحن ضحيتها
كانت الكلمات تتعثر على لسانه ممتزجة بأسى الحياة في المغترب:
– أرى أننا لم نعد نملك من ثورتنا سوى تعداد “السنوات العجاف” ونحن ضحيتها.
قلت:
– كان الوضع متدهورا قبل ثلاث سنوات ونيف، وكنت تتحدث آنذاك أيضا عن الثورة بلسان التأبين، وها نحن نتحدث عنها وقد تبدل وضعها صعودا وانهيارا أكثر من مرة؟
– ماذا تقصد؟
قلت:
– نحن من يستمرون أو يتوقفون، فنرى الثورة مستمرة أو متوقفة.. مهما كان شأن الوقائع على الأرض.
قال مدهوشا:
– وأين هي الوقائع على الأرض.. وقرار صناعة بلدنا خارج إرادتنا؟
– أخي الكريم.. لقد كانت صناعة القرار دوما خارج إرادة الأهل في بلدنا، وهم في الداخل وفي المعتقلات وفي المغتربات، وكشفت الثورة الشعبية الغطاء، فكيف نستغرب أن القوى التي سيطرت على بلادنا من قبل، لن تعمل كي تصنع مجددا “حقبة ما بعد الثورة” بحيث تكون نسخة عما كان قبلها مع بعض “الرتوش” المخادع.
سكتّ هنيهة ولم يتكلم، فتابعت أقول:
– هذه عقدة إذا أراد المخلصون فتحوا من خلالها بابا لانتزاع صناعة القرار لأنفسهم، شريطة أن يروا فرصة للمتابعة وليس لتسليم البلاد وأهلها وثورتها، وشريطة أن يتلاقوا على الرفض والصمود.. وعلى العمل من أجل مرحلة جديدة في طريق التغيير.
– ماذا إن لم يفعلوا؟
– ستستمرّ الثورة في استنزاف الجميع حتى يتهيّأ لمسارها من المخلصين من يحوّل حصيلة “السنوات العجاف” كما تسمّيها، إلى زراعة بذور العمل من أجل عامٍ “فيه يغاث الناس ويعصرون”.. ويتابعون الطريق.
وإلى استراحة قادمة أستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب