المتخلفون

مخاطر الغفلة وسط ألسنة اللهيب

رأي – أين البلدان العربية من حرب الاستقلال والسيادة؟

0 50
٣:٥٠ دقيقة

رأي

ليست فلسطين قضية أمريكية، إلا من زاوية استهدافها بالهيمنة العدوانية الباطلة، ومن أجل باطلها حشدت الولايات المتحدة الأمريكية جلّ أساطيلها، وأطلقت تهديداتها، وضاعفت اتصالاتها مع من تعتبرهم من حلفائها، وبالتالي من حلفاء العدو الإسرائيلي إقليميا.

قضية فلسطين تحرك إيران وروسيا والصين، وتحرك عددا من الدول الأوروبية ومن الدول الإفريقية والأمريكية الوسطى والجنوبية، ولكنها رغم أنها قضية عربية وإسلامية ما يزال الوجود الرسمي العربي في ساحاتها ضعيفا باهتا، وما يزال الوجود الرسمي الإسلامي محدودا ضعيفا.

لقد ظهر في هذه الأثناء أن الدولة الأمريكية المهيمنة أرادت من حكومات الدول العربية والإسلامية الصمت  فصمت معظمها صمتا مخجلا، طوعا أو كرها، وامتنعت عن التحرك الفعال مع إدراك حجم الخطر المزدوج المحيق بها، ومع علمها بأنها أمام خيارين، إما خيار الاحتراق وهي صامتة جامدة بنيران حرب طاحنة، أو خيار التواصل والتشاور فيما بينها والبحث عن حد أدنى من تحرك مشترك مستقل، يعطيها مكانة إقليمية ما؛ فما عاد يفيد أي جهد يبذل وأي ثمن يدفع من أجل استمرار ممارسة الاستخذاء في الأزمات المتتالية، والقبول بما تمليه الدولة الأمريكية المهيمنة.

إن قضية فلسطين بمسارها المتفجر عبر طوفان الأقصى بعد انتفاضات المقاومة الشعبية السابقة تعطي من جديد فرصة تاريخية للدول العربية والإسلامية، الأقرب فالأقرب، لتتابع معركة الاستقلال الحقيقي والسيادة الحقيقية، فتستأنف ما بدأ مع رحيل الاستعمار الغربي العسكري القديم، وقد تعثٌر المسار بسبب الاعتماد على الاستعمار الأمريكي الجديد، وهو استعمار هيمنة عالمية، آن الأوان أن نبصر كيف باتت تواجه تحركات عالمية مضادة، في كل ميدان من الميادين، حتى كادت المنطقة العربية تنفرد بكونها البقعة الجغرافية الدامية أكثر من سواها، والغافلة عن التحرك أكثر من سواها.

ما تزال قضية فلسطين هي القضية المحورية التي تفرض نفسها مجددا كقضية مصير مشترك وواقع مشترك ومستقبل مشترك، أما إذا تحققت أهداف حرب الإبادة الجارية ضد فلسطين وأهلها، فسوف تشل نتائجها لحقبة زمنية تالية، البقية الباقية من أسباب وجود القوى المحلية، عربيا وإسلاميا، وتشل إرادتها السياسية وما بقي لها من طاقات على الأصعدة الاقتصادية والمالية والأمنية بكل مقياس من المقاييس.

وأستودعكم الله السميع البصير عز وجل ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب