الدولة الأمريكية المارقة

ما زالت هي الدولة المارقة إلى يومنا هذا

رأي – كل (مروق) على الدولة المارقة، هو خطوة في خدمة المصالح الإنسانية والقومية والوطنية

0 62
٥:٢٠ دقيقة

رأي

كلما دار العام دورته وعادت إلى ذاكرة البشرية جريمة استخدام السلاح النووي ضد مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان عام ١٩٤٥م، عاد أيضا ظهور الوجه القبيح لتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية:

– هي أول دولة صنعت السلاح النووي المدمر

– هي الدولة الوحيدة التي استخدمته بالفعل

– هي أول من بدأ سباق التسلح في الفضاء الكوني

– هي الدولة السباقة في صناعة الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية

– هي الدولة التي سبقت سواها في استخدام تلك الأسلحة المحرمة في الأعراف الدولية وبعض المواثيق الدولية، كما استخدمت القنابل الحارقة والقنابل العنقودية والقنابل الانشطارية والقنابل العملاقة التي تزن ألوف الأطنان والأسلحة المزودة باليورانيوم المنضد، والألغام ضد الأفراد وغيرها، وغيرها كثير.

ثم إن حجم الطاقة القاتلة والتدميرية للقذائف الأمريكية وقذائف أعوانها، على أرض العراق وحده خلال حرب الاحتلال، تجاوز في ثلاثة أسابيع مجموع حجم الطاقة القاتلة والتدميرية للأسلحة الفتاكة المستخدمة في الحرب العالمية الثانية خلال ست سنوات؛ فهيهات يصدق زعمها أنها دولة تعمل لحماية البشرية من انتشار أسلحة الدمار الشامل.

*  *  *

ليست الولايات المتحدة الأمريكية الجهة المخوّلة بتصنيف سواها تحت عناوين دول مارقة فهي الدولة المارقة بسلوكها، منذ نشأت عبر قتل عشرات الملايين من الهنود الحمر، ثم خلال توسعها عبر حروب عدوانية واستعمارية شملت دول الأمريكتين الوسطى والجنوبية ووصلت إلى الفيليبين مع نشر قواعدها العسكرية في كل أرض وصلت إليها بهيمنتها العدوانية.

والولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة المارقة بمفهوم انتهاك المواثيق الدولية أو بالامتناع عن توقيعها لتبقى خارج دائرة المساءلة والمحاسبة، كما هو الحال مع بيان حقوق الإنسان، ومعاهدة حظر الألغام ضد الأفراد، والعقد التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية، فهيهات يصدق زعمها أنها تدافع عن حقوق الإنسان والحريات العامة والأقليات؛ فضلا عن إسهامها أكثر من أي جهة سواها في انتشار المجاعة والبؤس عالميا، من خلال هيمنتها المالية والاقتصادية الجاثمة على صدور غالبية الدول عالميا.

الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة المارقة التي تتحدى الأجهزة والمنظمات الدولية والمواثيق العالمية، وتنصّب نفسها رغم ذلك لتوزيع صكوك الإدانة بالإرهاب، وانتهاك حقوق الإنسان، ناهيك عن ممارسة الحصار ضد دولة بعد أخرى، وابتزاز سواها لتشارك في ذلك مع إطلاق التهديدات العلنية.

الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة المارقة التي اعترفت أكثر من مرة بدور استخباراتها في عمليات اغتيال وتخريب وتدبير انقلابات عسكرية دموية كما كان في تشيلي وإيران والعراق وسورية ومصر وغيرها؛ هذا ناهيك عما صنعت طوال عقود عديدة بقضايا الحق والعدالة كما في فلسطين وكشمير والبلقان وغيرها.

*   *   *

هي دولة مارقة ولكن يمكن تصفيد أذرعها مع تسمية الأشياء بمسمياتها ونشر الدعوة لرفض سياساتها رفضا قاطعا على مختلف المستويات مع تنسيق العمل المشترك لذلك.

إن كل (مروق) ضد الدولة الأمريكية المارقة، فرديا أو جماعيا، في كل ميدان من الميادين، هو خطوة مفروضة لخدمة الحق والعدالة والمصالح الإنسانية المشتركة والمصالح القومية والوطنية المشروعة، وإن كل تأخير لذلك يعني انتظار مزيد من الدمار والتقتيل مع امتهان الإنسان وكرامته وحقوقه وحرياته، وانتهاك الشرعية الدولية ومواثيقها والمصالح المادية والمعنوية للأسرة البشرية على المدى القريب والبعيد.

وأستودعكم الله وأستودعه الأسرة البشرية ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب