أين قلمك؟
لمن أكتب يا أخي الكريم؟
ومضة – ما أتابعه مما يقول به جيل الشبيبة أو يصنعونه يتجاوز بقيمته ما يمكن أن أكتب إليهم
ومضة
– هل فقدت الأمل في مستقبلنا؟
التفت إليه وقلت بنبرة الغضب:
– علام تسألني هذا السؤال المهين؟
قال مبديا ارتياحه لنجاحه في استفزاز صديقه:
– كنت تكتب مرة أو مرتين في اليوم وأراك لم تعد تصنع ذلك مرة أو مرتين في الأسبوع، فأين قلمك؟
لم تكن زفرة تنهيد بقدر ما كانت زفرة ألم رافقت كلماتي له:
– لمن أكتب يا أخي الكريم، لمن ينزفون يوميا من أهل بلادنا ما بين تقتيل وتشريد، وهم يكتبون الحدث والتاريخ بدمائهم وآلامهم، أم أكتب لمن أخفقوا فيما صنعوه حتى الآن وما يزالون يتابعون ما يصنعون دون تعديل ولا تغيير ودون الاستفادة من نصح الناصحين على مرّ السنين، أم لمن تفرّقوا وفرّقوا ويأبون محاولة التلاقي من جديد، ونحن جميعا نساق متفرقين إلى مآتمنا، ويكاد بعضهم لا ينشغل إلا بمحاولة النجاة بنفسه
– ألم تكن تردّد أن الطريق بين أيدي جيل الشباب، فلم لا تكتب لذلك الجيل؟
قلت وكأنني أحدث نفسي:
– هذا صحيح، وأعترف أن ما أتابعه مما يقول به جيل الشبيبة أو يصنعونه، يتجاوز بقيمته ما يمكن أن أكتب إليهم، إنما لا يزالون في بداية الطريق، وأسأل الله لهم العون والإخلاص والتعاون والثبات
وأستودعكم الله إلى ومضة قادمة ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب