مسؤولية حكام ينتحرون

حالة أسوأ من الموت بدرجات

رأي – ليس العجز عذرا ما دام التشبث بالكرسي مستمرا دون أداء ما يفرض من واجبات

0 77
٣:٠٠ دقائق

رأي

الرئيس الحالي لأعتى دولة عرفها تاريخ الجرائم الحربية وانتهاك القوانين الإنسانية، يكرر زعمه بلسان الحال وبلسان المقال أنه لا يستطيع التحكم بما يفعل ربيبه الصغير بالأسلحة الفتاكة التي يزوده بها ليل نهار، وهو يستخدمها جهارا نهارا في ارتكاب جرائمه العدوانية بحق أهل فلسطين؛ فإن صح ذلك الزعم فهذا رئيس لا يحمل أدنى درجات الجدارة لمنصبه، مهما رفع صوته باستعراض مكانة بلده على رأس حلف يعتبره أقوى ما عرفته البشرية في تاريخها. أما إن كان الزعم كاذبا، أي أنه قادر على لجم ربيبه ولا يفعل ذلك، فهو شريكه في ارتكاب الجريمة، ولكنه أصبح بمنزلة من ينتحر سياسيا على مذبح تداعياتها الداخلية لديه.

يسري ذلك على حكام أكثر من عشرين دولة عربية ناهيك عن بضع وخمسين دولة في المنطقة الإسلامية المترامية الأطراف، فهم عاجزون غير جديرين بمناصبهم، أو شركاء في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق أهل فلسطين، وفي الحالتين هم بمنزلة من ينتحرون سياسيا.

ما هي قيمة وجود حاكم لا يستطيع تعبئة مكانته ولا حمل ما يترتب عليه من مسؤوليات وواجبات، بدءا بتأمين أسباب المعيشة الكريمة، انتهاء بالقدرة على التعامل مع واقع دولي جائر، من موقع الأحرار الكرام القادرين على الدفاع عن مصالح البلاد وشعوبها، فكيف بواجب تأمين حياة شعب من تلك الشعوب، أصبح هو القلعة العتيدة المانعة من وصول وباء الأخطبوط العدواني إلى كراسيهم وعروشهم!

أم أن الأخطبوط وصل إليهم بالفعل فهم يتحركون بما يحقق مطامعه! بئس ذلك الحكم إذن، وبئس من يقبل بأدنى درجات المذلة تحت أقدام عدو فاجر، ولا يحاول اتخاذ موقف عادل كريم ولو كان فيه موت كريم. فما هم فيه أسوأ من الانتحار السياسي بألف مرة، ولا يوجد في المعايير السياسية وغير السياسية ما يبرر تلك الحال والقبول بها طوعا أو كرها، بل الأشد شرا من ذلك، أن تصبح هدفا ومطلبا بلسان الحال على الأقل، كسيدهم الأمريكي.

أستودعكم الله وأستودعه أهل فلسطين وأهلنا في كل مكان ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب