طوفان الأقصى بوابة المستقبل؟
صناعة القوة من موقع الضعف
رأي – النصر في البداية يتطلب الحذر في المرحلة التالية
رأي
هل حققت المقاومة الفلسطينية يوم السابع من تشرين أول / أكتوبر عام ٢٠٢٣م انتصارا غير متوقع بحجمه وأبعاده ونوعيته ؟ لا شك في ذلك، بمختلف المقاييس الأمنية والعسكرية والسياسية والاستراتيجية وحتى الإعلامية، ولكن هل هو انتصار مستدام لا ينقص من شأنه تبدل اتجاه الريح على وجه الاحتمال في الأيام أو ربما الأسابيع التالية؟
الأرجح تصنيفه انتصارا له ما بعده على المدى البعيد، ولن يتبدل ذلك إذا تبدل بعض النتائج تحت تأثير تفاوت القوى عسكريا في تحرك انتقامي أهوج، ورغم الدعم الدولي للطرف الإسرائيلي بصيغة التهديد أو الإنذار بالتدخل المباشر، لا سيما من جانب الدولة الأمريكية باعتبار أن الكيان الإسرائيلي ليس إلا ثكنة عسكرية أمريكية وغربية، كالخنجر في قلب المنطقة العربية والإسلامية.
بمنظور الوضع الإسرائيلي، لم تعد معادلة الردع والخوف في صالح الكيان الإسرائيلي الباطل، ولهذا أثره الكبير مستقبلا.
بمنظور وضع قضية فلسطين، تم تثبيت معادلة ارتباط النصر بالقدرة على توظيف القدرات الذاتية، وإن كانت محدودة، وهذا ما أصبح معادلة سارية المفعول مستقبلا.
بمنظور الجانب السياسي عموما، سقطت البقية الباقية من أطروحات مسيرة التهالك الرسمية العربية على تطبيع ما يستحيل تطبيعه.
جميع ذلك ومزيد عليه يؤكد أن طوفان الأقصى كان جولة سريعة للمقاومة حافلة بالإبداع، وفتحت بوابة المستقبل لتغيير اتجاه مسيرة قضية فلسطين نحو التحرير، مهما كان وقع التأرجح المبدئي المحتمل في مسار التطورات في الأيام القليلة المقبلة عبر الرد الإسرائيلي المباشر المنتظر.
وأستودعكم الله وأستودعه قضية فلسطين وقضايانا المصيرية جميعا، ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب