انتخابات استبدادية
الانتخابات الحقيقية والاستبداد نقيضان لا يلتقيان
الاستبداد هو اغتيال الإرادة الشعبية بمختلف الوسائل، وليست الانتخابات سوى ضحية من ضحايا هذا الاغتيال
ــــــــــ
الانتخابات السياسية وسيلة من الوسائل، ويوجد سواها، وهي آلية أساسية وجوهرية لتطبيق مبدأ مرجعية الإرادة الشعبية فوق السلطة، اختيارا ومراقبة ومحاسبة.
تعطيل الانتخابات يفقد السلطة مشروعيتها، سواء كان التعطيل عبر عدم إجرائها أو عبر تعطيل الغاية منها، تزييفا أو تزويرا أو بمجرد تغييب شروط ضمان سلامتها، جزئيا أو كليا.
توجد شروط عديدة في مواثيق دولية لضمان سلامة الانتخابات ومشروعية نتائجها، منها كأمثلة:
(١) تطبيق مبدأ المساواة.. في كافة ما يتعلق بالترشيح والتصويت، ومن ذلك ضمان المساواة في كافة مراحل الإعداد والتنفيذ والرقابة والفرز، وكذلك في تقنين نظام الانتخابات وآلياته، مثل التصويت المباشر وعبر القوائم.
(٢) تطبيق مبدأ النزاهة.. ومن صور انتهاكه استخدام السلطة الآنية وسائل تقييد الحريات كالاعتقال التعسفي، أي دون مرجعية دستورية وتقنينية وقضائية سليمة، أو السيطرة على وسائل الإعلام، أو توجيهها، أو تمرير عمليات الرشوة والفساد، أو الحد من مفعول الرقابة ومن حيادية آليات تنفيذها ما بين الجهات المتنافسة.
ويوجد المزيد.. وجميعه مما يدين أي إقرار بأي انتخابات يجري تنفيذها تحت سيطرة أنظمة استبدادية، فوجود الاستبداد هو اغتيال الإرادة الشعبية أصلا، وليست الانتخابات في نطاقه سوى ضحية من ضحايا الاغتيال.
نبيل شبيب