مسار انطلاق الثورة السورية

سيادة الشعب ومشروعية التعبير عنها

رأي – التحدي الحقيقي هو الالتزام بالثورة وبضوابط العمل المشترك دون اختزال الشعب في رؤية ذاتية لأي طرف

67

رأي

لا يوجد في سورية منذ عشرات السنين نظام يستمد من إرادة الشعب مشروعية وجوده من حيث الأساس، أما مشروعية الثورة، فتعني المشروعية المستمدة مباشرة من الشعب الثائر، باعتباره سيد نفسه في سائر الأوقات والظروف. وهذه ثورة شعبية مباشرة ليس لها تنظيم قيادي صنعها وانتزع لنفسه بذلك صلاحية التعبير عنها، وهنا ينبغي التأكيد:

١- ليست ثورة هذا الشعب الأبي مدينةً لأي طرف من الأطراف سوى الشعب الثائر نفسه.

٢- ليس لأيّ طرف من الأطراف، مهما كان موقعه، حق الوصاية على الشعب.

٣- إن تكامل الأدوار، وترسيخ التعددية، وتثبيت القواسم المشتركة، عناوين محورية في العلاقات المفروضة على جميع الأطراف الذين يتحركون على أرضية ثورة الشعب في سورية ضدّ الاستبداد الفاسد.

٤- إن كل معركة جانبية بين أطراف ما يسمى المعارضة التقليدية في الداخل السوري أو خارج الحدود معركة مرفوضة تلحق الضرر بثورة الشعب في سورية.

ويترتب على ما سبق ضوابط أساسية للتعامل مع مسار الثورة:

١- لكل طرف رؤيته ومن الضروري تكامل الرؤى في الحاضنة الوطنية المشتركة، دون إقصاء ولا استثناء.

٢- توجد قواسم مشتركة تفرضها انطلاقة التغيير الثوري الشعبي، من محاورها:

(١) – الهدف المرحلي الأول المشترك هو إسقاط النظام

(٢) – الوسيلة لتحقيق الهدف المرحلي الأول هي الثورة الشعبية

(٣) – كل تدخل عسكري أجنبي مرفوض، الآن وفي أي مرحلة تالية، ويتناقض مع الهدف الجوهري للثورة التغييرية: تحرير الإنسان والوطن، وتحرير الإرادة الشعبية من مختلف أشكال الهيمنة والوصاية الاستبدادية المحلية أو الإقليمية أو الدولية.

(٤) – التعددية الجامعة بصورة عادلة ونزيهة وقويمة لجميع مكونات شعب سورية هي أساس أي رؤية مستقبلية لسورية بعد استرداد الوطن.

إن القوى العاملة ميدانيا في حاجة إلى ما يواكب ثورتها الآن من أطروحات سياسية للمستقبل المنشود، وهذا ما يجب أن تساهم فيه القوى الأخرى، في الداخل والخارج

وكل طرف من قوى الثورة الشعبية يواجه امتحانا مصيريا بالنسبة إليه وليس بالنسبة إلى الثورة المنتصرة بإذن الله، فلا بد أن يرتفع بنفسه إلى مستوى الشعب الثائر.

ومن المستحيل حصر الثورة الشعبية في جدران رؤية ذاتية لأي طرف أو اختزال تمثيل الشعب في فريق واحد، فكلّ من يلتزم بالثورة الشعبية، وبضوابط العمل المشترك، ويستوعب من خلال مواقفه وممارساته ما تعنيه كلمة التعدّدية اليوم، يثبت جدارته أن يكون شريكا حقيقيا فاعلا في مستقبل سورية بعد استرداد الوطن من قبضة التسلط الاستبدادي الفاسد القمعي.

وهذا هو الامتحان الحقيقي الذي يعنيه واجب الارتفاع إلى مستوى الثورة والشعب الثائر، وإلى مستوى الوطن والمواطنة الكريمة.

وأستودعكم الله وأستودعه ثوراتنا الشعبية جميعا ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب