إذا انحرفت حماس
لا توجد منظمة مقدسة
خواطر – الأمر الحاسم هو كيف تُصنف معاييرُ القضية وثوابتها حماسَ وسواها
خواطر
بقدر ما يهتم المخلصون من فلسطين وسواها بشأن حماس، يهتمون بشأن القضية أكثر، فهي الأساس والمعيار، وهذا مما تذكر به الخواطر التالية كمنطلق للموقف من حماس عموما بعد أن صدرت عن بعض قادتها سلسلة من المواقف المرفوضة تجاه قضية تحرير سورية من الاستبداد، فقضية التحرر من الاستبداد لا تنفصل شكلا ولا مضمونا عن قضية التحرير من الاحتلال والاغتصاب.
* * *
١- كل من يحكم على القضية من خلال الانتماء إلى حماس أو سواها، أو من خلال تأييدها أو نقدها، أو من خلال سياستها أو سلوكها، أو من خلال الدفاع عنها أو الحملات ضدها، يرتكب خطأ جسيما، ويحذو بذلك حذو من سبق أن حشروا قضية فلسطين في نطاق منظمة أو قائد أو سياسة ملتوية واتفاقات غير مشروعة، فانحرفوا بالقضية.
٢- ليس الأمر الحاسم في قضية فلسطين: كيف ترى حماس القضية وتعمل لها، بل الأمر الحاسم في موقع حماس على الساحة: كيف تصنف معاييرُ القضية وثوابتها حماسَ وسواها.
٣- التزام حماس بتلك المعايير والثوابت هو ما أعطاها مكانة في قضية فلسطين، وليس العكس، فإن بقيت حماس على ذلك بقيت لها هذه المكانة، وإن انحرفت ضاعت هذه المكانة.
٤- إن خابت التوقعات وانحرفت حماس وأمثالها، أو انحرف فريق منها، أصبحت منظمة فلسطينية منحرفة، وتبقى قضية فلسطين بمعاييرها وثوابتها، وبشعبها وأرضها وتاريخها، وبأهدافها ووسيلة المقاومة المشروعة بمختلف المعايير لتحريرها، وسيظهر آنذاك البديل على ساحة فلسطين وقضيتها، مثلما ظهرت حماس وأخواتها بديلا عن بعض من سبقها، أو عمن انحرف بمن سبقها، وليس هذا الانحراف شاملا لجميعَ من سار على درب العمل الفدائي قبل عقود، أو من تابع المضي على الدرب ذاته.
وأستودعكم الله ولكم أطيب السلام من نبيل شبيب