قلم واعد – ولاء بويضاني: صورة وطن

كيف تريدون لعدسة أن تتسع لوطن ضاق به الوطن

46

"أمي امرأة مجهولة السنوات، لكثرة ما خط الألم آثاره على وجهها..

وآخرها شظيةٌ استقرت في رأسها معلنةً انتصار الخطوط على بسمة أمي!

اعذروني هذه هي  الصورة التي أملك.. فليس معي آلة تصوير..

صورتي بالأبيض والأسود.. فنحن لم نر حضارة الألوان في وطننا الصغير هذا.."

 

هذه كانت أول صورة التقطتها في وطني.. يومها كنت طفلة أبلغ من العمر ثماني شتاءات..

لا زلت أحتفظ بها في غرفتي في إطار من الذاكرة..

وثقت تلك اللحظة بنسج من أفكاري البريئة.. لا أحتاج لصورة عدسة تذكرني بالتفاصيل ..

فكيف تريدون لعدسة أن تتسع لوطن ضاق به الوطن!

لا تزال تلك الصورة هي الأشهى.. الأقسى.. الأغلى.. والأرخص إنسانية..

تبقى هي الأبعد منالاً والأقرب للحلم.

فقدت بعدها لغتي وكلماتي.. وحملت آلة تصوير.

ولاء بويضاني