دردشة – أماني على سفوح الثورة

أما ترى كيف انكفأت الثورة على نفسها فقتلت البقية الباقية من أمانينا نحن المغتربين؟

35

قال وفي صوته نبرة حياء وحيرة:

كم ذا تغنينا مع اندلاع الثورات بما قال الشابي:

إذا الشعب يوما أراد الحياة — فلا بد أن يستجيب القدر

وقد أراد شعبنا الحياة فعلام لم يستجب القدر حتى الآن؟

قلت وفي صوتي نبرة ألم ونبضة أمل:

لأن فريقا كبيرا منا لم يردد ولا يعمل حتى الآن بما يقتضيه قول الشابي أيضا:

ومن يتهيب صعود الجبال – – – يعش أبد الدهر بين الحفر

وكأنه تجاهل ما أقول فتابع والكلمات تتعثر على لسانه ممتزجة بالألم:

– كنت أتمنى أن أعود إلى سورية بعد هذه الغربة الطويلة، وفقدت حتى الأمنيات لتخفيف وطأة الغربة؟

قلت مواريا ألما مشابها:

– وعلام فقدت هذه الأمنية.. وما كانت طوال سنوات غربتنا قبل الثورة أكثر من "أمنية"؟

قال:

– أما ترى كيف انكفأت الثورة على نفسها فقتلت البقية الباقية من أمانينا نحن المغتربين؟

قلت:

– ألا ترى أن من أسباب تعثرها تعاملنا معها من باب أنها من صنع غيرنا وستحقق أمانينا، فكانت التمنيات تحدد موقفنا "منها"، وليس أن نكون "منها"، عبر العمل الواعي والجهد الهادف وتغليب القواسم المشتركة على تفاصيل "تمنياتنا" و"أهدافنا" على السواء؟

سكت.. وتمنّيت لو يجيب بطرح البديل الأفضل لعلنا نعمل شيئا.

نبيل شبيب