دردشة – الانتصار الخطير.. والانتصار المطلوب
يجب أن يتجسد انتصارنا بحلول العدل الإنساني، وإلا فلن يكون انتصارا
طال صمته وهو يفكر بما يجري في بلادنا مما يجعل الحليم حيران، ففاجأته بالسؤال:
هل تريد أن تخرج داعش منتصرة في حملة التحالف الأمريكي الحالية؟
لم تفارق الحيرة نظراته، ولكن حاول الإجابة بصعوبة:
لا أدري.. ولكن التحالف يستهدف الثورة في سورية واستقرار المنطقة بمجموعها وليس داعش فقط، ولا أريد له الانتصار، وقد نتمكن من التخلص من داعش من بعد.
قلت:
ولكن انتصار داعش يعني انتصارها بالأسلوب الإجرامي الدموي الذي اتبعته منذ ظهورها، ضد الثوار، وتجاه السكان المدنيين، وليس ضد من وصل إلي أيديها من الغربيين.
حملق في وجهي قائلا:
وهل يواجهها التحالف بلطف، بل هل نغفل عمن بدأ تاريخه قبل هيروشيما وما يزال عالقا في جوانتانامو!
وانتقلت متجاهلا قوله إلى نقطة أخرى:
إذا انتصرت داعش الآن، فأخشى أن تتابع طريقها وتسقط زمرة الأسديين وتحل هي مكانهم
وحملق بي أكثر من قبل قائلا:
لم أعد أفهم شيئا، متى أصبحت تخشى من إسقاط هؤلاء السفاحين، وأنت تنادي بذلك من قبل الثورة؟
لزمت الصمت لحظات قبل أن أنظر إلى الأفق البعيد وأقول:
أخطر أشكال الهزيمة فيما أراه أن يتمكن عدوك المجرم من جعلك مثله مجرما، قبل أن تنتصر عليه. نحن لا نثور على „أشخاص“ بل على ما يجسدونه من همجية في ممارسة السلطة واغتصاب الثروات وفي استعباد الشعوب وفي قمع ثوراتها، فإن رحلوا مقهورين، وسيرحلون، واحتل مكانهم من يصنع ما كانوا يصنعون، فما الذي يبقى من مغزى الانتصار عليهم؟..
كلا.. لا أتخلى عن هدف إسقاط الاستبداد الإجرامي، ولكن يجب أن يكون انتصارنا متجسدا بحلول العدل الإنساني مكانه، فإن أخفقنا لن يكون انتصارنا انتصارا، ولو سلكت داعش هذا الطريق، فلا أظن أحدا من أهل سورية يرفضها، ممن يخشون الآن على مستقبل سورية إن أخفقت الثورة بسببها أو لأي سبب آخر، لا سمح الله.
نبيل شبيب