قافية – يا شام

إن أنسَ هَيْهاتَ أنْسى الشّامَ ما ذَكَرَتْ . . . عَيْنٌ مَدامِعَ مَحْزونٍ على سَفَرِ

58

ذكّرتني بالشام -وما نسيتها يوما- كلماتٌ كتبتها أخت كانت تسمّي نفسها "الأصبع الذهبية" في منتدى السقيفة الحواري، وقالت فيها:

سلام يا شآم بكل حين – وعشت سليمة من كل خطب.. فكانت هذه الابيات

 

ناديتُ يا شامُ والأصداءُ راجعةٌ

تشكو نزيفَ جِراحاتٍ على صقرِ


أوّاهُ يا شامُ يا مهدَ الطفولةِ كَمْ

ناجيتُ طيفَكِ في صَحْوي وفي سَهَري


أوّاهُ مَزّقَتِ الأضْلاعَ عازِفَةً

لَحْناً كَئيباً بلا صَوْتٍ ولا وَتَرِ


أوّاهُ مِن شَوقِ مَفْجوعٍ بِغُرْبَتِهِ

والدارُ والأهْلُ خَلْفَ الحُجْبِ والسُّتُرِ


فارقتُها.. غيرَ قلبٍ في مرابِعِها

يحيا غريباً كما أَحْيا على خَطَرِ


وفي الضلوعِ أنينُ الماءِ في بَرَدى

يَشْكو تَباريحَ جُرْحٍ غائِرِ الأثَرِ


أَمواجُهُ سُرِقَت.. أحْلامُه قُتِلَتْ

أنفاسُهُ سُجنتْ.. كالزهْرِ والشَّجَرِ


وفي الحَنايا روابيها وغوطَتُها

وفي المآقي دُموعُ السُّهْدِ في السَّحَرِ


إن أنسَ هَيْهاتَ أنْسى الشّامَ ما ذَكَرَتْ

عَيْنٌ مَدامِعَ مَحْزونٍ على سَفَرِ

نبيل شبيب